الصوم ومكارم الأخلاق ، خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، بتاريخ 2 رمضان 1444هـ – الموافق 24 مارس 2023م.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : الصوم ومكارم الأخلاق :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
مسابقات الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 24 مارس 2023م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .
نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.
عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.
لسماع خطبة من الأرشيف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة
لقراءة خطبة من الأرشيف كما يلي:
الجوانبُ الإيمانيةُ والأخلاقيةُ في الصومِ
الصفحة الأولي من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف
الحمدُ للهِ ربِّ العامين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: (وسارعُوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّةٍ عرضُهَا السَّماواتُ والأرضُ أعدَّتْ للمتَّقين * الذين ينفِقُونَ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ والكاظمينَ الغيظَ والعافينَ عن النَّاسِ واللّهُ يُحبُّ المحسنين)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
وبعد:ُ
فقد شرعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الصيامَ لمقاصدَ ساميةٍ، وحكمٍ جليلةٍ، فهو مدرسةٌ للإيمانِ والأخلاقِ، والمتأملُ في القرآنِ الكريمِ يجدُ أنَّ (الحقَّ سبحانَهُ) قد ذكرَ الغايةَ مِن الصيامِ في كتابهِ العزيزِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (يا أيُّها الذين آمنُوا كُتِبَ عليكمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذينَ مِن قبلكُم لعلكُم تتقون)، والتقوي قيمةٌ جامعةٌ لخصالِ الخيرِ؛ لذلك جاءتْ في القرآنِ الكريمِ مقترنةً بقيمٍ إيمانيةٍ وأخلاقيةٍ متنوعةٍ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
الصفحة الثانية من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف
ومِن الجوانبِ الإيمانيةِ والأخلاقيةِ في الصيامِ قيمةُ المراقبةِ، فإنَّ الصيامَ سرٌّ بينَ العبدِ وربِّهِ، لا يطلعُ عليهِ أحدٌ غيرَ اللهِ، وهو دليلُ يقينُ الإنسانِ باطلاعِ الحقِّ سبحانَهُ وتعالي عليه في السرِّ والعلنِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)، ولمعنَي المراقبةِ كانَ أجرُ الصيامِ عظيمًا لا يعرفُ قدرَهُ إِلّا اللهُ سبحانَهُ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ؛ الحسنةُ بعشرِ أمثالِها، إلى سَبْعِمائةِ ضِعفٍ، قال اللهُ تعالى: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لِي، وأنا أجْزِي بهِ، يَدَعُ شهوتَهُ وطعامَهُ مِن أجلِي)، وحريٌّ بالصائمِ الذي يراقبُ ربَّهُ في صيامِهِ أنْ يراقبَهُ (سبحانَهُ) في عملِهِ، وإنتاجِهِ، وسائرِ معاملاتِهِ في رمضانَ وغيرِهِ.
والصيامُ مدرسةٌ للصبرِ بكلِّ صورِهِ، ففي الصيامِ صبرٌ على أداءِ الطاعاتِ، وصبرٌ على اجتنابِ المحرماتِ، وصبرٌ على الامتناعِ عن الشهواتِ؛ لذلك وصفَ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم) شهرَ رمضانَ بشهرِ الصبرِ، حيثُ يقولُ (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (صَومُ شَهْرِ الصَّبرِ وصومُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ صومُ الدَّهرِ)، فجديرٌ بالصائمِ أنْ يتخلقَ بخلقِ الصبرِ، فيكظمُ غيظَهُ، ويعفُو عمَن ظلمَهُ، ويُعطِي مَن حرمَهُ، ويُحسنُ إلى مِن أساءَ إليهِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (إذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).
كما أنَّ الصائمَ الحقَّ لا يكذبُ، ولا يغشُّ، ولا يغدرُ، ولا يخونُ، ولا يغتابُ أحدًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ).
***
الصفحة الثالثة من خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ (صلَّي اللهُ عليه وسلم)، وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعين.
إنَّ مِن أهمِّ مقاصدِ الصيامِ التكافلُ والتراحمُ، وشعورُ الإنسانِ بحالِ مَن حولَهُ مِن الفقراءِ والمحتاجين؛ فيحنُو عليهم، ويواسِيَهُم، ويقضِي حوائجَهُم، فقد سُئِلَ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).
وإذا كانَ أجرُ التكافلِ والتراحمِ والجودِ، وإطعامِ الطعامِ عظيمًا، فإنَّهُ في شهرِ رمضانَ أعظمُ أجرًا، وأفضلُ مثوبةً، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم): (مَن فَطَّرَ صائمًا، كان له مِثلُ أجرِه، مِن غيرِ أنْ يَنقُصَ مِن أجرِ الصَّائمِ شيئًا)، ويقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنّ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: كان رسولُ اللهِ صلَّي اللهُ عليه وسلم أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ.
فما أجملَ أنْ نتعلمَ مِن مدرسةِ الصيامِ الدروسَ الإيمانيةَ، والفضائلَ الأخلاقيةَ، حتى نصلَ إلى غايةِ الصيامِ وحقيقتهِ، يقولُ سيدُنَا جابرُ بنُ عبدِ اللهِ (رضي اللهُ عنهما): إذَا صُمتَ فليصُمْ سمعُكَ وبَصرُكَ مِن المَحارمِ ولسانُكَ مِنَ الكذِبِ والمأثمِ ودعْ أذىَ الجارِ، وليكنْ عليكَ وقارٌ وسكينةٌ يومَ صومِكَ.
اللهم احفظْ بلادَنَا مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف